يومان على إطلاق تطبيق “وقايتنا” من طرف وزارة الصحة، الذي يهدف إلى تتبع الحالات المخالطة للحالات المصابة بفيروس كورونا، وإشعارها في حال تأكيد الإصابة، مازال الإقبال على تنزيله ضعيفا، إذ لم يتجاوز 500 ألف منذ إطلاقه. وفي المقابل ارتفعت نسبة المخاوف من التطبيق، خصوصا في الجانب المتعلق بحماية المعطيات الشخصية.
وعلى الرغم من التأكيد أن تحميل التطبيق يبقى اختياريا وطوعيا، لكن مخاوف أغلب المواطنين والحقوقيين، تتعلق بمدى معرفة كل الانعكاسات التكنولوجية لهذا التطبيق، وإذا ما كان سيُستعمل في تتبع الحياة الشخصية، إضافة إلى مدتها، وما إذا كانت ستبقى محصورة في الحجر الصحي أم ستتجاوزه إلى ما بعد.
وسبق لمصممي تطبيق “وقايتنا”، التأكيد على أنه يحترم حماية الحياة الشخصية والمعطيات الخاصة للمواطنين، وأنه سيتم تحميله بشكل اختياري، واستعماله خلال المدة التي ستستمر فيها الجائحة فقط، كما أن كل المعطيات التي سيتم تخزينها من طرف التطبيق سيتم التخلص منها بعد انتهاء الجائحة، غير أن سهر وزارة الداخلية على إنجاز التطبيق جعل مخاوف المواطنين والحقوقيين تتزايد أكثر.
ويشار إلى أن إعداد التطبيق تم بشراكة بين وزارتي الصحة والداخلية، وبتعاون مع وكالة التنمية الرقمية، والوكالة الوطنية لتقنين المواصلات، ومساهمة تطوعية ومجانية من طرف الشركات المغربية الخبيرة في هذا المجال، كما تم اعتماده من طرف اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي.
والتطبيق مغربي محض، وطوره فريق مكون من 40 شخصا من مختلف القطاعات العمومية والخاصة، اعتمادا على مبادئ الذكاء الجماعي والابتكار والمرونة.
في مقابل ذلك، سبق للحقوقي عزيز إدامين، أن أكد أنه بمجرد تحميل التطبيق سيقوم “بنسخ ونقل كل المعطيات الشخصية للأفراد من معلومات بشكل عام والحالة الصحية والمسارات والمحلات التجارية والإدارية التي مر منها الفرد وأيضاً الأشخاص، الذين تم اللقاء والتقاطع معهم بشكل خاص إلى قاعدة البيانات لدى وزارة الداخلية”.
ويستحضر الحقوقيون نموذج فرنسا التي رفض فيها المجتمع المدني تنزيل التطبيق رغم التطمينات الرسمية المقدمة من قبل اللجنة الوطنية للمعلوميات والحريات، إذ إن المخاوف من استعمال المعطيات الشخصية بقيت حاضرة بقوة، وشكلت سبب في رفض تنزيل التطبيق على الهواتف.
ويذكر أن التطبيق يعتمد أساسا على استخدام تقنية “البلوتوث” التي من خلالها سيتعرف التطبيق ما إذا كان المستخدم سبق أن كان على مقربة من شخص تبينت إصابته فيما بعد بالفيروس، وتراهن الجهات القائمة على التطبيق على إقبال المواطنين على تنزيله من أجل المساهمة في محاصرة انتشار الفيروس، لاسيما مع بداية الإجراءات التي تخفف من الحجر الصحي.