*نوفل البعمري
من الناحية الدبلوماسية، يمكن أن يكون تصريح القنصل المغربي بوهران خاطئ. هذا إذا ثبت أن الفيديو غير مفبرك. لكن من الناحية الواقعية، ما قاله صحيح جدا، ولا يجب أن يفاجئنا.
فالنطام الجزائري وليس الشعب الجزائري الشقيق، ظل يناصب العداء للمغرب منذ الاستقلال، منذ انقلاب بومدين على أحمد بنبلة وتحول الجزائر إلى قطعة في يد الجنرالات الذين حولوا العداء للمغرب إلى عقيدة جزائرية. وللأسف الاحتجاجات الشعبية، لم تؤدي إلى ما كان يطمح إليه الجميع، أي إقامة نظام مدني ديموقراطي في الجارة الجزائرية.
ويبدو أن الحكومة الجزائرية انزعجت، وهناك أخبار تفيد استدعاءها السفير المغربي. فقط وجب التذكير أن المغرب لم ينزعج عندما صرح وزير خارجيتها السابق بأن الخطوط الملكية المغربية تنقل أشياء أخرى، وحينما عمد غير ما مرة ممثلها بأروبا إلى التهجم على المغرب طيلة دورات الاتحاد الأروبي، ولما موّل النظام الجزائري بالمال والسلاح حركة انفصالية لجعلها حجرة في حذاء المغرب، كما صرح بومدين ذات زمن.
والمغرب لم ينزعج حينما حوّل تبون المغرب إلى جزء من حملته الانتخابية، وعندما شبه مؤخرا في مؤتمر حركة عدم الانحياز الأقاليم الصحراوية بفلسطين، ولما ذهب مؤخرا جنرالات الجزائر للإشراف على مناورة عسكرية بتندوف قرب الجدار العازل تحت عنوان “الوفاء بالعهد”، وهو عهد النظام هناك على إضعاف المغرب.
إذا أراد المغرب أن يحاسب النظام الجزائري على تصريحات مسؤوليه المعادية له، له الملك على ما يقومون به منذ أربعين سنة، فعلى النظام هناك أن يعتذر للمغرب إلى ما لا نهاية.
القنصل المغربي إن صح تصريحه، فهو لم يقل غير الحقيقة، والنظام الجزائري عدو للمغرب، مع الإشارة إلى متانة و طيبة الشعب الجزائري. قد يكون القنصل المغربي أخطأ من الناحية الدبلوماسية إذا صح تصريحه، لكنه لم يقل غير الحقيقة.. فالنظام الجزائري عدو، و عدو شرس، لا ينفك إلا أن يستفز المغرب بمناسبة وبغيرها.
*محامي وفاعل حقوقي